ارتقى المنبر، وأشاح بيده فابتعدت الحاشية... نظر إلى السماء، فصمت الجميع... هنا تجمع الحشود... فى أرحب ساحة بالمدينة... ينظر بعضهم إلى بعض، لا يدرى أيهم سبب الحشد، ولا يحاول أن يسأل... لا أحد يعرف شيئا ولا أحد يقول شيئا... أحاطت بالحشود جموع من الحرس المدجج بالسلاح...
بعد أن استقر الأمر... خيم صمت ثقيل على المكان... أطلق صرخة طويلة بأعلى صوته، فانهال الحرس على الحشود ضربا بالسلاح... قبل غروب الشمس كانت الدماء قد شقت لها فى الأرض مجارٍ تتجمع فيها لتسلك طريقا إلى المجهول...
استرخى الحرس المتعبون على الأرض حوله... كان وجهه مكفهرا... لزم الحرس الصمت.
اجتمعوا للعشاء الذى كان قد أعد لهم سلفا... والذى أشرف بنفسه على جودته. تركهم يتناولون العشاء... بينما انطلق هو بفرسه يشق ظلمات الليل وحده، وينادى... "سألقاكم فى الصباح، لا تبرحوا أماكنكم...".
عاد فى منتصف الليل، تغوص حوافر فرسه فى أعمق طين معجون بالدماء... نظر إلى أكوام الجثث المتفرقة فى الرقاع... ارتقى القمة حيث ترك الحرس... هاهم وقد تركوا أسلحتهم وناموا فى سبات أخير... لم يكن مجرد سم، إنه حبر قلم النهاية... مشى فوق جثثهم، وانطلق إلى قلعته التى شيدها فوق أعلى قمة بالجبل... صعد إلى أعلى المنارة... نظر إلى كل شئ فى مملكته باحتقار إلا فرسه المنتصب ينتظره بالأسفل.
ظل يتمعن ما بين السماء والأرض من جبال و أشجار وأنهار وبحيرات وحيوانات وهوام وطيور... فرض السبات سيطرته على كل المخلوقات... يعم الصمت بيوت المدينة وشوارعها المنتشرة بين الأشجار الكثيفة المغطاة بالبرَد... ويرفرف حِمام الموت فوق الجثث التى أرقدها بكلمته... عاش منذ صغره يحاول أن يتصور منظر العالم خاليا من كل شئ إلا هو، وحده، لا شريك له، ولا ند له....
صدمته فكرة هاجمت رأسه كنقرة نسر مفاجئة... حيث ذكرته تلك الصفات بما كان يقوله مرتقوا المنابر عن خالق الكون. لم يكن يشعر بالندم على ما فعل، لكنه كان يخشى على نفسه. ظل بقية الليل يصرخ فى العالم الخالى من السامعين "أنا لم أخالف إرادة خالق الكون، لأنه لا أحد يملك التصرف فى ملكه إلا بإذنه، هكذا كان يقول خطباء المنابر"
لكنه مع بزوغ أول إشراقة للفجر، بدأ يزداد قلقه، تأكد من حقيقة كان ينكرها... العالم حقا خلا من البشر، وهو الذى دبر المؤامرة... جلس يفكر فى طريقة يبدأ بها حلقة الحياة من جديد... يكون هو صاحب الفضل فيها... ولا يشذ فيها عن سلطانه شئ.
خطرت له فكرة استنساخ أنثى بشرية معمليا من خلية لإحدى الموتى... لكن المعامل فارغة... والعلماء قتلوا ضمن الحشود... لا شئ غير الجثث التى قريبا ستتعفن ويموت مختنقا برائحة نتنها...
نزل يجرى إلى فرسه ليهرب من عالم الجثث... وجد الحصان يرتجف... يحتضر... جاء الموت كسهم اخترق صدره ثم استدار وخرج تتبعه الروح... ثم سقط على الأرض... بينما كان هو قد زاغ بصره... وشرد ذهنه... يبحث عن أجابة للسؤال الذى طالما أرق سباته... "ترى... فى أى نقطة أنا بين الحياة والموت؟".
بعد أن استقر الأمر... خيم صمت ثقيل على المكان... أطلق صرخة طويلة بأعلى صوته، فانهال الحرس على الحشود ضربا بالسلاح... قبل غروب الشمس كانت الدماء قد شقت لها فى الأرض مجارٍ تتجمع فيها لتسلك طريقا إلى المجهول...
استرخى الحرس المتعبون على الأرض حوله... كان وجهه مكفهرا... لزم الحرس الصمت.
اجتمعوا للعشاء الذى كان قد أعد لهم سلفا... والذى أشرف بنفسه على جودته. تركهم يتناولون العشاء... بينما انطلق هو بفرسه يشق ظلمات الليل وحده، وينادى... "سألقاكم فى الصباح، لا تبرحوا أماكنكم...".
عاد فى منتصف الليل، تغوص حوافر فرسه فى أعمق طين معجون بالدماء... نظر إلى أكوام الجثث المتفرقة فى الرقاع... ارتقى القمة حيث ترك الحرس... هاهم وقد تركوا أسلحتهم وناموا فى سبات أخير... لم يكن مجرد سم، إنه حبر قلم النهاية... مشى فوق جثثهم، وانطلق إلى قلعته التى شيدها فوق أعلى قمة بالجبل... صعد إلى أعلى المنارة... نظر إلى كل شئ فى مملكته باحتقار إلا فرسه المنتصب ينتظره بالأسفل.ظل يتمعن ما بين السماء والأرض من جبال و أشجار وأنهار وبحيرات وحيوانات وهوام وطيور... فرض السبات سيطرته على كل المخلوقات... يعم الصمت بيوت المدينة وشوارعها المنتشرة بين الأشجار الكثيفة المغطاة بالبرَد... ويرفرف حِمام الموت فوق الجثث التى أرقدها بكلمته... عاش منذ صغره يحاول أن يتصور منظر العالم خاليا من كل شئ إلا هو، وحده، لا شريك له، ولا ند له....
صدمته فكرة هاجمت رأسه كنقرة نسر مفاجئة... حيث ذكرته تلك الصفات بما كان يقوله مرتقوا المنابر عن خالق الكون. لم يكن يشعر بالندم على ما فعل، لكنه كان يخشى على نفسه. ظل بقية الليل يصرخ فى العالم الخالى من السامعين "أنا لم أخالف إرادة خالق الكون، لأنه لا أحد يملك التصرف فى ملكه إلا بإذنه، هكذا كان يقول خطباء المنابر"
لكنه مع بزوغ أول إشراقة للفجر، بدأ يزداد قلقه، تأكد من حقيقة كان ينكرها... العالم حقا خلا من البشر، وهو الذى دبر المؤامرة... جلس يفكر فى طريقة يبدأ بها حلقة الحياة من جديد... يكون هو صاحب الفضل فيها... ولا يشذ فيها عن سلطانه شئ.
خطرت له فكرة استنساخ أنثى بشرية معمليا من خلية لإحدى الموتى... لكن المعامل فارغة... والعلماء قتلوا ضمن الحشود... لا شئ غير الجثث التى قريبا ستتعفن ويموت مختنقا برائحة نتنها...
نزل يجرى إلى فرسه ليهرب من عالم الجثث... وجد الحصان يرتجف... يحتضر... جاء الموت كسهم اخترق صدره ثم استدار وخرج تتبعه الروح... ثم سقط على الأرض... بينما كان هو قد زاغ بصره... وشرد ذهنه... يبحث عن أجابة للسؤال الذى طالما أرق سباته... "ترى... فى أى نقطة أنا بين الحياة والموت؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق